*العلامة الحبيب عمر بن حفيظ:*
*نحن أمام ذكرى المعجزة الكبيرة معجزة الإسراء والمعراج، وذكرى حملِ نبيِّنا صلى الله عليه وسلم في شهر رجب، وحملِ الله للنبي نوح، وحملِنا معه في السفينة قال تعالى: { إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاء حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ }.*
أمام هذه الذكريات والمعجزات يجب أن نتخلَّصَ من الانحصار في تعظيم الفانيات والمحدَثاتِ المتفرِّعة عن هذا الكائن وهو الإنسان المخلوق للحق تبارك وتعالى، وما يتفرَّع عن المخلوق مخلوقٌ بأمرِ الخالق الأول وقدرتِه على يدِ ذلك المخلوق، قال الله على لسان الخليل إبراهيم { وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ }.
فما من شيء يَحسُن ولا يُبهِر ولا يَعظُم لا في الكائن الإنساني نفسِه ولا فيما يتفرَّع عنه ويُجريه اللهُ تعالى على يده إلا وهو في الحقيقة مؤكِّدٌ لعظمةِ الخالق نفسه، ومقوٍّ عند المؤمن لقوة التعلُّق به ومحبته جل جلاله، وحينئذ يبدو لنا مكانةُ الدال على الحق جل جلاله والمصطفى من قِبل هذا الخالق وهو صاحب الذكرى محمد صلوات ربي وسلامه عليه.
*فلنعمَل على ذلك التوسيعِ للإدراك، والتقوية لمعاني المحبة* فيما نستعمله مع أنفسنا ومع أسرنا وأهلينا وفيما نتعامل به مع القريب والبعيد، لتتركَّز وتثبتَ في أذهاننا وأذهان ناشِئتنا وأبنائنا أن القدوةَ الأشرفَ الأعظمَ لنا في كل شئون حياتِنا فكراً وعملاً ومقصداً ونيةً هو رسول الله محمد عبده المجتبى صلوات ربي وسلامه عليه.